عد الإسلام الإنسان قيمة حقيقية ، وركنا في الحياة ، بما أودع الله فيه من القدرة الجسدية والذهنية ، وقابلية التكيف المستمر . ودليل ذلك أنه جعله مكلفا مسؤولا يستطيع من خلال تلك القدرات أن يحقق خلافة الله على هذه الأرض التي خلقت له خلقا فريدا متميزا ، وأودع فيها كل ما يساعده على العيش والحركة والتغيير. لقد حمل الإنسان هذه الأمانة الكبرى في هذه الأرض ، لا في غيرها ، ولذلك فقد وجب عليه أن يفهم نفسه فهما دقيقا ، وأن يعلم بأن طاقته العقلية الجبارة هي مدار تكليفه. ونتيجة لذلك فإن عليه أن ينظر إلى ما حوله ليجد آيات الله مبثوثة في كل ناحية ، وقوانينه ظاهرة على مختلف وجوه الحياة والكائنات ، فيتحرك للاستفادة منها ، والكشف عنها ، وتسخيرها لإسعاد نفسه بإنشاء الحضارة ، وبناء الحياة ، ودمج الطاقات المفردة بعضها إلى بعض للقيام بذلك التسخير الضروري. وبناء على ذلك فإن الإنسان عليه أن يغير ويبدل ويتحرك ويبني ، ولا ينتظر المفاجآت الكونية ، لأنه بطل التغيير والإنتاج المستمر في الحياة. وبما أن هذه الخلافة في أساسها حركة مستمرة ، ومواجهة لأقدار الحياة ومشاكلها ، فإن القرآ...
مدونة اللغة العربية بالثانوي الإعدادي : تميز في عرض الدروس وشرحها