التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

الفنون وتكنولوجيا المعلومات

تعرض الفن في الماضي إلى العديد من الأزمات ، إلا أن هذه الأزمات لا تقارن بتلك التي فجرتها تكنولوجيا المعلومات ، على جميع جبهات منظومة الإبداع الفني ، وفي جميع مجالات الفنون دون استثناء. ولنبدأ بالموسيقى ، أرقى الفنون وأكثرها ارتباطا بتكنولوجيا المعلومات ، لنرى كم صارت ثائرة متمردة تريد أن تحطم أنساق أنغامها ، تعلن عن حاجتها إلى شحنة إيقاعية تعيد إليها حيويتها ، وإلى سلم موسيقي جديد. والسلم الموسيقي الحالي يترنح بحثا عن مقامات جديدة ، بعد أن أوشكت أنغامها أن تنضب ، أسيرة لهذا النزر القليل من مقامات موسيقى الحضارة الغربية. وفن التشكيل ، الذي ظل يزهو بانتصاره على الكاميرا ، تاركا لها مهمة تسجيل الواقع ، ليسمو هو إلى تمثله وتمثيله ، وإعادة صياغته ، ها هو التشكيل ذاته ينتظر حائرا في ترقب ، لا يدري ماذا ستفعل به تكنولوجيا المعلومات التي دانت لها الخطوط والألوان والأشكال والصور والأبعاد بصورة غير مسبوقة.وينتفض الأدب – هو الآخر- لا يدري ماذا يفعل ، بعد أن خلصته تكنولجيا المعلومات من خطية السرد الذي فرضته عليه تكنولوجيا الطباعة. أما الشعر ، فيهيم على وجهه تائها ، يبحث عن جمهوره وقد سلبه منه إعل

غاية الفن

إيقاظ النفس : ذلك هو الهدف النهائي للفن ، و ذلك هو المفعول الذي يفترض فيه أن يسعى إلى الوصول إليه . و ذلك هو ما يتوجب علينا أن نهتم به في المقام الأول . إن الفن يكشف للنفس عن كل ما هو جوهري و عظيم وسام و جليل و حقيقي كامن فيها . إنه يزودنا ، من جهة أولى ، بتجربة الحيات الواقعية ، و ينقلها إلى مواقف لا نعرف شبيها لها في تجربتنا الشخصية و قد لا نعرفه أبدا . كما ينقل إلينا تجارب الأشخاص الذين يمثلهم , و بفضل مشاركتنا في ما يقع لهؤلاء الأشخاص نصبح ، من جهة أخرى ، قادرين على أن نحس إحساسا أعمق بما يجري في داخلنا . إنه يوقظ فينا مشاعر راقدة ، يضعنا في حضرة اهتمامات الروح الحقيقية . و هو يفعل فعله هذا من خلال تحريكه جميع المشاعر التي تجيش في النفس الإنسانية في عمقها و غناها و تنوعها . و بدمجه كل ما يجري في المناطق الباطنة من النفس في حقل تجربتنا ، بغض النظر عما إذا كان المضمون الذي يقدمه يجد مصدره في مواقف و مشاعر واقعية ، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تخييل . وبفضل الفن تتاح لنا القدرة على أن نكون الشهود المحزونين على الفظائع كافة ، و على أن نحس بالأهوال و المخاوف جميعا ، و

الموسيقى الشعبية المغربية

تنضوي تحت المفهوم العام للفنون الشعبية عدة وسائل تعبيرية ، يعتبر كل واحد منا فنا قائما بذاته ، كفن الرقص وفن الغناء. والفنون الشعبية – مهما كان نوعها – مرتبطة ارتباطا وثيقا بالبيئة لأنها فيها ولدت ، وبين أحضانها نمت وترعرعت ، وكذلك كانت الموسيقى الشعبية تعبيرا عن البيئة في أصالتها أكثر مما كانت تعبيرا عن الإبداع الفردي… وإذا كانت الموسيقى فنا يطبع الإبداع الفردي ويعكس عواطف الفنان المؤلف قبل غيرها ، فإن الموسيقى الشعبية تتجاوز الفرد إلى الجماعة ، فتعكس آمال الشعب وافراحه وأحزانه. ولقد اعتمدت الموسيقى الشعبية – لضمان بقائها وحفظها – على وسائل بدائية وبديهية ، تقوم على الحفظ والتداول الشفوي جيلا بعد جيل ، بعيدا عن وسائل التدوين والكتابة ، ولذلك ظلت تطبعها العفوية وقابلية الارتجال ، كما ظلت تغذيها عبر الأجيال والعصور إنتاجات وإبداعات تستمد أصولها من المعطيات الفنية المتوارثة ، ولكنها في الوقت نفسه تبيح التصرف البديهي ، ولا تجد فيه ما يمس بأصالة الفن الشعبي . وهكذا نستطيع أن نؤكد أن الموسيقى الشعبية ، كغيرها من الفنون الشعبية الأخرى ، تجمع بين ظاهرتين اثنتين هما التقليد والمحاكاة من جهة ،

الحلقة

الحلقة عبارة عن مسرح شعبي ، يشرف على تقديم فرجتها بعض الأفراد المتخصصين في فن الحكاية أو الإيماءة أو الألعاب البهلوانية . وقد اعتاد هؤلاء الأفراد الذين يحترفون الحلقة أن يعرضوا فرجتهم وإبداعاتهم في البوادي والمدن أسواقها وساحاتها ، كباب فتوح بفاس ، وباب المنصور بمكناس ، وساحة جامع الفنا بمراكش. وقد منحت تلك الفرجة لهذا المكان الأخير شههرة عالمية . ذلك أن ذيوع صيت ساحة جامع الفنا ، والانجذاب الذي تمارسه على الزائرين الأجانب القادمين إليها من شتى أنحاء العالم ، يرجع إلى كونه المكان الوحيد الذي تقدم فيه كل يوم ، منذ قرون فرجة شعبية دائمة ، تقوم على الحكايات والأساطير العجيبة التي تجلب المارة. إذ يكون هؤلاء حلقة حول البهلوانيين والموسيقيين ، أو حول بعض الحكائين الذين يتوفرون على خيال فوضوي ، يطلقون العنان لمخيلتهم ، فيبتكرون الأحداث في الحين ، ويغوصون في مغالق من الآراء ، ثم يفكونها بكل سهولة ويجعلون أبطالهم يقومون بأي شيء كان ولو أنه شيء لم يكن منتظرا! وكثيرا ما يشارك الجمهور في الحدث المعروض ، كأن يستدعي صاحب الحلقة أحد الحاضرين ، ليمسك له شيئا يستعمله في عرضه ، أو ليكون وسيطا أو مشاركا

عبقرية الخط العربي

         يعتبر الخط العربي فنا من الفنون الزخرفية ، وهو أكثرها أصالة وانتشارا. وليست الزخرفة في الخط العربي مقصودة لذاتها ، بل إنها تجريدية رمزية تتصل باللغة ذاتها . وبما أن الإسلام لم يقر الفنون التصويرية والنحتية ، فإن الخط العربي كان معبرا ومعوضا كذلك عن الرغبة في التعبير عن الذات.         وإذا كانت اللغة العربية لغة إيحاء بما في كلماتها من ذبذبة وروحية ، فإنها تفرض ذلك على الشكل الفني للخط العربي ، إذ إنه يحقق للروح السمو والطهارة التي تحققها الكلمة العربية أيضا ، فالخط العربي هو تعبير وصورة صادقة للإحساس الجمالي في الكلمة العربية الموسيقية ، والتي تتألف في صياغتها التعبيرية على أسس هندسية لا يمثلها الخط العربي نفسه.          وقد تفنن العرب في كتابة الخط وصياغته مما جعله قطعة فنية رائعة ومقدسة أيضا ، فالخط العربي ليس بصورة جامدة ، وإنما هو حركي فيه إيقاع وسكون تتخله ظفائر وزهريات مستمدة من جمال الطبيعة ، وهو يشبه الشعاع الضوئي عندما يتوجه إلى قلب الإنسان ليعطيه قوة الوجدان والإحساس ، وينقل إليه الإيحاءات الكامنة في اللغة العربية . والخط العربي خط صوتي ذو إيقاع و إلهام ، يخاطب القل

مهارة تخيل حكاية عجيبة / أنشطة التقويم الإجمالي

  نص الموضوع : اكتب حكاية عجيبة يكون موضوعها الأفعال التي تخفف معاناة البؤساء ، وتحويل حياتهم التعسة إلى حياة رغد وهناء ، مستعينا بما درسته في مهارة التدريب على تخيل حكاية عجيبة التي درستها. (كتاب المختار في اللغة العربية ، ص : 189) ------------------------------------------------------------ نموذج مقترح :        كنت جالسا في المقهى أشاهد إحدى مباريات كرة القدم ، وكان الجو شبه هادئ تتخلله بعض الأحاديث الثنائية لبعض الزبناء ، وكلمات المتسولين أو بائعي التبغ..كنت أتابع المباراة  بإمعان ، فلم أعر اهتماما لمن حولي ، حتى النادل نفسه …فجأة انقطع التيار الكهربائي ، وانتهت عندنا المباراة قبل نهايتها الحقيقية..بعد لحظات اشتعل التلفاز وحده ، وعلى شاشته ظهرت صورة غريبة ومخيفة..وجه لا هو للإنسان ولا للحيوان..فزع الحاضرون فهموا بالهروب..لكن الوجه الغريب نطق بصوت ارتج له المكان : “ توقفوا .. لم أنتم خائفون ؟ يالكم من سذج تهابون مصدرا للرزق فتح الله بابه في وجوهكم..أنا هنا اليوم لعلمي بمدى معاناتكم في حياتكم..جئتكم لأقلب حياتكم رأسا على عقب.. سمعت عنكم الكثير لكن لم أتصوركم بهذه الصورة البشعة ، إنك

مهارة تخيل حكاية عجيبة / أنشطة الإنتاج

نص الموضوع : جاء في نهاية نص “رحلة الفرسيوي” قول السارد : ((… وقد خضته تجربة المدينة الأولى وملأته فجأة برغبة في الجلوس على صخرة الجماعة وتقديم حكايته للجالسين.)) تخيل ان الفرسيوي صادف ، في طريق  رجوعه إلى الريف ، كائنا خرافيا  اعترض سبيله..اكتب حكايته مع هذا الكائن مستثمرا ما درسته في مهارة تخيل حكاية عجيبة أو من الخيال العلمي . -------------------------------------------------------------- نموذج مقترح : بعد خروج الفرسيوي من المدينة متجها إلى الريف ارتسمت أمامه الطريق زيتونا وكروما وغابات ، ووسط الأشجار الباسقة وجد نفسه تائها وضل الطريق ، وكانت الرياح تزمجر بصوت مخيف ، فتملكه إحساس بالرعب ، وأحس بأن أحدهم يتبعه ويقتفي أثره ، فبدأ يلتفت يمينا وشمالا وتارة إلى الخلف..وبعد هنيهة اعترض سبيله تنين ضخم له رأسان أحدهما ينفث نارا. وقف المسكين مشدوها وحائرا وخاطب نفسه : أأنا في كابوس  أم عاد بي الزمن إلى عصر الدايناصورات؟! . ثم أدرك أنه الواقع ، الواقع الغريب الذي صفعه من حيث لا يدري.. فاستيقظ من دهشته وبدأ يتمتم في ارتعاش : ((من تكون أيها..؟!)) أجابه بصوت مرعب ارتج له المكان : ((أنا التنين

مضار التدخين

        ليس تمة شك أن التدخين بكل أنواعه رذيلة خلقية ، وخسارة اقتصادية ، وعلة طبية ، بل كارثة إنسانية . ومع التقدم العلمي الهائل في وسط البحث العلمي والاستقصاء والإحصاء ، وجد أن التدخين هو أكبر سبب مفرد في العالم يؤدي إلى المرض والموت.         وتشير البحوث إلى أن حالات الوفاة نتيجة أمراض التدخين تحتل المركز الأول قبل تلك الناجمة عن أسباب أخرى مثل الحروب ، أو الكوارث ، أو مرض الإيدز ، أو حوادث السيارات ، فعدد ضحايا التدخين من الوفيات يبلغ مليونين ونصف المليون سنويا ، هذا بخلاف من تقعدهم الأمراض التي يسببها التدخين .         لعل كل شخص يدرك خطورة التدخين ، لكن الكثيرين لا يعرفون إلى أي مدى يمكن أن تكون عاقبة الاستمرار فيه ، وكثيرة هي الأمراض التي تصيب الإنسان بسببه ، إذ يتسبب في التهابات الشعب الهوائية كافة ، ويقلل من كفاية الرئتين فتعجزان عن مبادلة الأكسحين اللازم لتنقية الدم ، كما يسبب سرطان الرئة ، و أمراض القلب كجلطة الشريان التاجي والإصابة بالذبحة الصدرية ، إضافة إلى سرطان الفم و اللثة وسرطان المعد والكبد.          وثمة ظاهرة خطيرة قد لا يفطن لها الكثير من الناس ، وهي ما يطلق عليه “