ذات مساء ، كان كل شيء فى القرية يسير فى نفس الخط الذى يسير عليه كل يوم . تماماً كما كانبالأمس وأول أمس ، ومنذ عام مضى . عمران يزاول مهمة رفع الماء من البئر بالدلو والبقرة ، يقدم لمزروعاته وجباتها اليومية ، كان يمشى ويرجع خلف البقرة عبر المج ر المحفور فى الأرض . وكان الحبل الذى يجر على(البكرة) تتصاعد منه نغمة حلوة رتيبة ، وعمران يغنى ، ويستحث البقرة ، ويهش عليها بالعصى ولا يضربها ويواصل رحلته التى لا تنتهى عبر مسافة لا تزيد بأى حال عن خمسة أمتار!! والمبروك الفأس بين يديه . والعرق ينز من جب هته العريضة . وأنفاسه تتردد مجهدة مبهورة . وهو يعزق الأرض فى بستانه الصغير . والحاج سالم يحرس حقله الذى يموج بسنابل القمح والشعير ، يطرد حماراً من هنا . ويصيح فى قطيع أغنام من جهة أخرى ، ويرمى بالحجارة سرباً من العصافير نزل فى جهة ما من الحقل وكل أهل القرية يزاولون أعمالهم اليومية . يتفرقون هنا وهناك . هذا يسوق قطعيا من الأغنام وقد ضاع صوته فى صياحها المتواصل – ما … ماع … ما . . وآخر يشمر عن ساعديه ، ويفتح قدميه ، واقفاً على حافة أحد الآبار يرفع الماء ويدلقه فى أحوا...
مدونة اللغة العربية بالثانوي الإعدادي : تميز في عرض الدروس وشرحها