التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وطني (للشاعر العراقي سعدي يوسف)

وطني! كـأن الحرف يهمس باسمك الغالي ويزأروطني-سعدي يوسف
يا منبت الرايات ، يا أفقا على الرايات أخضر
يا موكبا أعلى وأغلى من مواكبنا وأكبر
مجد الطلائع أن تراك طليعة وحقول عنبر


وطني ! ركزنا القلب دونك انت يا ماء ووردا
يابيت أحبابي ويا صحراء نلمسها فتندى
يا قمة خضراء تلبس في الثلوج البرد بردا
سنظل نمنحك الوفاء المحض أغنية ووقدا
...
وطني! إذا ما الليل أظلم , وادلهم الأفق يوما
فالشعب يعرف كيف يزهر في الليالي السود نجما
شعبي... لك الافاق واسعة ، لك الإصرار شهما
راياتنا خفقت... فأيه خفقة أسنى وأسمى!


وطني ! خضبنا الأرض بإسمك حين نادتنا السماء
فعلى جباه الثائرين نجوم صوتك والفداء
إنا سنبقى واللواء الطلق يقدمه اللواء
فلتزدهر أبدا نجومك...أيها الأرض-السماء!


الشعر العربي الحديث من أحمد شوقي إلى محمود درويش
د ميشال خليل جحا ، دار العودة – دار الثقافة – بيروت ط 1 ، 1999 ، ص 430-431

* ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان : مركب إضافي إضيف فيه ضمير المتكلم العائد على الشاعر (الياء) إلى الوطن للدلالة على ارتباطهما وعدم افتراقهما ، فكلاهما شيء واحد. والملاحظ أن لفظة “الوطن” جاءت معرفة بالإضافة للدلالة على حاجة الوطن للمواطن وحاجة المواطن للوطن ، فلا معنى لاحدهما في غياب الآخر. وتمة نقطة نقطة أخرى تدل على الارتباط الوثيق بين المنادي (الشاعر) والمنادى (الوطن) وهي حذف أداة النداء ، فلا يحتاج المنادى إلى أداة نداء تبعد بينه وبين المنادي- يدل العنوان على المفاضلة بين غلاء الثمن وغلاء الحرية ، ويوحي بمكانة ومنزلة الحرية مقارنة مع الثمن الذي يدفع في سبيل تحقيقها ، فهي أغلى من كل ثمن ،بل إنها لا تقدر بثمن.
2- بداية النص : نلاحظ فيها تكرار العنوان للتاكيد على أهميته ومرتبته ومكانته ، واللافت للانتباه أن السطر الأول يتضمن كلمتين متنافرتين (يهمس / يزأر) تتوسطهما عبارة (اسمك الغالي) للدلالة على منزلة الوطن الذي لا يتغير اسمه وإن تغيرت الأحوال من الهمس إلى الجهر.
توحي لفظة ((يزأر)) بالقوة والشجاعة ، فكأن الشاعر أسد في علاقته بوطنه.
3- نهاية النص : تنتهي القصيدة بصيغة الأمر الذي يفيد التمني ، فالشاعر يتمنى المجد لوطنه ليصير عاليا مرتفعا مثل النجوم.
4- نوعية النص : قصيدة شعرية من الشعر الحر ذات بعد وطني.

* فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :
- الطلائع: مفردها طليعة بمعنى : المقدمة ، طليعة الجيش: مقدمته.
- المحض : الخالص ، الصافي
- ادلهم : ادلهم الليل : اشتد ظلامه.
-خضبنا : لوناها بلون الخضاب (الحناء)
1- الفكرة المحورية :
اعتزاز الشاعر بوطنه ووصفه بأجمل الأوصاف وتعبيره عن حبه والاستعداد للتضحية من أجله.

* تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :
المقاطع
مضمونها
- المقطعان : 1 و 2 - افتخار الشاعر بوطنه ووصفه بأوصاف تعبر عن شدة تعلقه به والوفاء له.
- المقطعان : 3 و 4 - تعبير الشاعر عن استعداد الشعب للتضحية من أجل الوطن.
2- الحقول الدلالية :
المعجم الوطني
المعجم الطبيعي
وطني – الرايات – بيت أحبابي – شعبي – راياتنا – الأرض – جباه الثائرين – الفداء - لواء - يزأر – أخضر – حقول – عنبر – ماء – وردا – صحراء – تندى – قمة خضراء – الثلوج – الليل – نجما – الأرض – السماء – نجوم -

* الخصائص الفنية :
- الانزياح : ومثاله في المقطع الثالث قول الشاعر : ((فالشعب يعرف كيف يزهر في الليالي السود نجما)) ووظيفة الانزياح هنا : تحقيق المستحيل في سبيل الوطن بالإرادة القوية للشعب
- التشبيه : ومثاله في المقطع الأول قول الشاعر : ((كأن الحرف يهمس باسمك الغالي ويزأر)).
- الرموز : ومثالها في المقطع الرابع قول الشعر : ((فلتزدهر أبدا نجومك…أيها الأرض-السماء)) ، فالنجوم ترمز إلى الرفعة والسمو التي بلغها الوطن في نفس الشاعر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..