التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاستنساخ

إذا سمعنا قبل أن ينتهي القرن بإنتاج نسخ إنسانية فيجب إلا نصدم، لأن العلم لا يعرف المستحيل! ولكن ما هي أبعاد الزلزال العلمي الجديد الذي انفجر في الأرض الاسكتلندية؟؟الاستنساخ

ما حصل لو اختصر بكلمة لا يخرج عن عمل أي فلاح في الحقل، يأخذ غصناً من شجرة فيزرعه، فتخرج شجرة مثل أمها ، ولكننا اعتدنا ان نصدم بما لم تعتد عيوننا رؤيته، فنثمل للرؤية، ونترنح أمام الجديد، في غيبوبة نستيقظ منها بعد حين، لنعرف أن مع كل حركة تقدم، نكتشف أن الكون تنفتح زاوية المعرفة فيه أكثر فأكثر، في رحلة سباحة إلى اللانهاية والمطلق.

لقد استطاع العالم الأسكتلندي " إيان ويلموت " (Ian Wilmut ) أن يولّد للعالم نعجة أعطاها اسماً يعني الدمية " دوللي Dolly" ليس عن طريق التلاقح الطبيعي الذي يتم بين الكائنات جنسيا، بل عن طريق التكاثر اللاتزاوجي ،  وبذلك استطاع الذكاء الإنساني، أن يفصل بين " الجنس والإنجاب " في مستوى الحيوانات الثديية التي ننتسب إليها، وهذا يعني أن الطريق إلى استنساخ الإنسان بهذه الطريقة أصبح مفتوحاً ولا يحتاج إلا إلى الوقت، وربما بفضل التسارع العلمي نفاجأ بهذه النسخ الإنسانية تدب على الأرض.

فمع بداية استنساخ الكائن الثديي الأول " النعجة دولليDolly " انهار سد بكامله، فتم فتح الطريق لتقدم علمي جديد، وأضحى إنتاج نسخ إنسانية وبأعداد حسب الطلب على مرمى حجر!

وإزاء هذه التجربة المذهلة ، اختلفت الاستجابات ، وتعددت ردود الأفعال ، فعلماء الدين تدارسوا القضية ، والمشاكل المترتبة على نتاجها من حيث الوراثة والقرابة والزواج ، وأجمعوا على تحريم الاستنساخ البشري ، والأخلاقيون يعارضون ، والناقدون يشككون ، أما الساسة فناقشوا ضرورة التشريع لمنع هذه التجارب أو عدم دعمها على أقل تقدير.

إن القفزة العلمية الجديدة التي تم إنجازها تثير الكثير من التساؤلات العلمية أهمها : إلى أين تمضي الرحلة؟ وماذا سيحمل الغد من مفاجآت؟!

د. أحمد عبد الدايم . العلم والتكنولوجيا والتنمية ، مؤسسسة الكويت للنشر ، ط 1 ، 1998 ص من 88 إلى 92 (بتصرف)

* ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان :عنوان مفرد لأنه يتكون من كلمة واحدة.
2- بداية النص : نلاحظ فيها لفظة مشتقة من العنوان وهي ((نسخ)) ، ونلاحظ أيضا مؤشرات دالة على التفسير ((لان العلم)) وأخرى دالة على الاستفسار والتساؤل ((ماهي أبعاد الزلزال العلمي….؟))

 3- نهاية النص :ينتهي النص بسؤال مفتوح ، حيث يتساءل الكاتب عن مستقبل التقدم العلمي.

4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد علمي/حضاري.

* فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :

- الاستنساخ: انتاج صورة طبق الأصل لكائن حي من خلية جسدية حية.

- المطلق : المفتوح على شتى الاحتمالات ، ضد المقيد أو النسبي

- على مرمى حجر : قريبة وغير بعيدة

1- الفكرة المحورية :
مفهوم الاستنساخ وآفاقه المستقبلية ، وردود الأفعال تجاهه

* تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :

أ- تفسير مفهموم الاستنساخ و الإشارة إلى آفاقه المستقبلية.

ب- اختلاف ردود الأفعال تجاه الاستنساخ ، وإجماع أغلبها على رفضه.

ج- تساؤل الكاتب حول مستقبل التقدم العلمي

2- الألفاظ والعبارات الدالة على التوالد والاستنساخ :

نسخ – شجرة مثل أمها – يولد – التلاقح – جنسيا – التكاثر الطبيعي – الجنس – الإنجاب – استنساخ الإنسان – استنساخ الكائن….

2- ملامح الأسلوب التفسيري الذي اعتمده الكاتب :

 - التفسير عن طريق التعليل : ومثاله قول الكاتب ((.. لأن العلم لا يعرف المستحيل))

- التفسير عن طريق التمثيل : حيث سقدم الكاتب مثالا لتفسير مفهوم الاستنساخ بالفلاح الذي يعمل في الحقل

- التفسير عن طريق الفرضية : ومثاله : ‘’((وربما بفضل التسارع العلمي نفاجأ بهذه النسخ الإنسانية تدب على الأرض)).

 * التركيب والتقويم : 
       يمثل الاستنساخ حلقة متقدمة ومتميزة في سلسلة التطور العلمي ، ذلك أن جهود الإنسان في مجال البيولوجيا أوصلته إلى اكتشاف علم جديد قائم على استنساخ الكائنات ونقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء ، مما يجعلهم نسخا متشابة.

لقد انبهر العالم تجاه هذا العلم الجديد ، وانقسم الناس حوله بين مؤيدين ومعارضين ، لكن أغلبهم يجمعون على رفضه بسبب المشاكل التي يمكن أن تترتب عنه. إن هذا التطور السريع في مجال العلوم يدفعنا إلى التساؤل حول المفاجآت التي يحملها العلم مستقبلا للبشرية.
        يتضمن النص قيمة حضارية / علمية : تتجلى في قوة حضارة الإنسان المعاصر بفعل التقدم الذي أحرزه في مجال العلوم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..