التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مهارة وصف رحلة : نموذج من إنجازات التلاميذ

كان خروجي من مدينة  أكادير رفقة عائلتي في فصل الربيع ، وكانت وجهتنا مدينة مراكش قصد الترفيه عن أنفسنا.مراكش-جامع الفنا
عند وصولنا، كان الليل قد أرسل ثوبه الأسود ليغطي به آخر ماتبقى من أشعة شمس ذلك المساء، وسرعانما بدت صفحة السماء كأنها ثوب أسود مزركش بنجوم براقة تقف في انتظام بديع ..وكنت وأنا أرى ذلك المنظر الجميل يخيل إلى كأن القمر يمد النجوم بالطاقة لترسل أشعة ضوئها في اتجاه الأرض..سرنا نتجول في المكان ونستكشفه،كانت الفرحة تغمرني ، وكانت أختي الصغيرة تقفز وتركض من مكان لآخر كالكنغر الصغير الذي أطلق سراحه في محمية جديدة وراح يستكشفها بشوق ولهفة..ولم تتوقف عن حركتها إلا عندما صاح والدي قائلا : ((لا تتعبي نفسك بنيتي ، فأمامك ليل طويل..)).أما امي فقد توقفت وقد خانتها الكلمات للتعبير عن موقفها من المكان، لكنها عبرت عنه بسكوت يدل على رضاها.
وصلنا إلى ساحة شاسعة ، تحيط بها الفنادق والمحلات والمقاهي ..ورغم شساعتها تبدو كرقعة لا تستوعب الأعداد الغفيرة من الجماهير التي تقصد المكان..إنها ساحة ((جامع الفنا))..ومما يثير الاستغراب أن رواد هذه الساحة من أصحاب الحلقات وأرباب المطاعم وبائعي العصائر… لا ينامون، ويظلون على حيويتهم طول الليل..وكأن شمس منتصف الليل قد انتقلت من القطب الشمالي إلى مراكش،وأما أضواؤه التي تسمى أضواء الشمال فقد انتقلت هي الأخرى لكنها غيرت من شكلها لتصبح أطيافا وأشباحا تتجول في ساحة ((جامع الفنا)) ناشرة بذلك روائح تجذب الناس كالمغناطيس. إنها رائحة الطعام الذي لطالما جذب الناس من أقطاب العالم ليتناولوه في هذه الساحة.
في مركز دائرة وسط الساحة كان يقف رجل يرتدي جلبابا أبيض فضفاضا وبلغة صفراء ، وطاقية ارتفعت فوق رأسه كقمة ((إفريست))..كان يحكي للناس حكاية من الزمن الغابر ، وكان صوته يرتفع تارة ، وينخفض تارة أخرى حتى يتلاشى كبقايا لهب النار ، وعندما يصل لحدث مهم في تلك الحكاية يرفع صوته وكأنه يضيف البنزين إلى باقايا ذلك اللهب لترتفع ناره وتصطك وتشتد ، والمتحلقون حوله يتابعون أحداث الحكاية الدرامية في شوق ممزوج بالتعجب والاندهاش..ولولا القدرة الإلهية لتحولوا إلى علامات تعجب واستفهام..
وغير بعيد عن هذه الحلقة تناهى إلى سمعنا ضحك جمهور من الناس كان يتحلقون حول رجل فكاهي ذو خبرة عالية في الترفيه عن النفوس.. أما أصحاب المقاهي والمطاعم ، فقد تعددت أساليب ترحيبهم بالزبناء..كانت أساليبهم مثل تعويذة سحرية يلقيها الساحر ليجتذب شيئا ما ، وكانت غالبا ما تنجح هذه الأساليب.أما أصحاب العصائر فقد كانوا يلبسون لباسا موحدا كالكتيبة الحربية ، كانوا يرتدون وزرات بيضاء ، وطاقيات قد تقاطعت فيها ثلاثة خطوط حمراء.
ظهرت علامات التعب على أختي الصغيرة..ولم تعد تستحمل صخب المكان ، وياللأسف فقد دق جرس العودة ، وحان الوقت لنفارق هذا المكان الرائع ..ركبنا السيارة وانطلقنا راجعين إلى مدينة أكادير..وفي الطريق كنت بجانب النافذة ، فرأيت الشمس وهي تتحرر شيئا فشيا من استعمار الليل ، وتزيح عنها ستاره الأسود ليغادر في استسلام تام لضوء الصباح. فجأة لمحت عيني لوحة فنية غاية في الروعة والجمال ، لمحت النباتات والسنابل تتراقص على نوتة خفيفة منبعثة من نسيم الصباح والهواء العليل ، وعندما تصل إليها أشعة الشمس تستفيق من سباتها الشتوي وتبدو في أبهى حلة.
إن في الحياة رحلتان : الثانية منهما أكبر وأطول من الأولى ، فلنجعل رحلتنا الأولى رحلة ننسجها بخيط الزمن كي يكتبها التاريخ في صفحات المكان الذي زرناه ، ولنجعل بصمتنا خلال هذه الحياة في كل مكان.
من إنجاز التلميذ : مروان أعريش – الثالثة : 10

تعليقات

  1. TOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOP MERCI POUR SES INFORMATION JE SOHAITE POUR VOUS AVEZ PUBLIE DES INFORMATION COMME CA

    ردحذف
    الردود
    1. تعبير غاية في الروعة والجمال

      حذف
  2. وصفك جميل جدا ياله من وصف

    ردحذف
  3. ماشاء الله ياله من وصف

    ردحذف
  4. كان وصفا رائعا شكرا لك

    ردحذف
  5. الردود
    1. لا يجب التعامل هكدا
      على الأقل فهو قام بمجهود شخص
      وشخصيا أعجبني أسلوبك في الوصف

      حذف
  6. ntuma wlad l97abbbbb

    ردحذف
  7. حفظك الله ورعاك أيها الفارس المغوار ذو كلمات تذيب العقول

    ردحذف
  8. Pour les information les trés importanteMeeeeeeeeeeérci

    ردحذف
  9. top ahsan ta3bir sma3tou lhad db (: (: (:

    ردحذف
  10. يا له من تعبير ممتاز جدا

    ردحذف
  11. هذا نص سردي وليس بحكاية عجيبة

    ردحذف
  12. انه رائع ولكنه طويل جدا

    ردحذف
  13. في الحقيقة ادهشتني براعة هذا الطفل البليغ فأسلوبه رائع جدا زلغته متكنة مع تشبيهات مزاجية رائعة.حفظك الله ورعاك

    ردحذف
  14. احسن موضوع رايته في حياتي😚😚

    ردحذف
  15. أدهشني كثيرا هدا الموضوع 😀🏅🥿🥿👠👠💄📿

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..