التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..الأمومة
صباحُ الخيرِ .. يا قدّيستي الحلوه..
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه..
وخبّأَ في حقائبهِ..
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر..
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر..
أنا وحدي..
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ
طفتُ العالمَ الأصفر..
ولم أعثر
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
فكيفَ.. فكيفَ.. يا أمي
غدوتُ أباً ولم أكبر؟
نزار قباني . خمس رسائل إلى أمي – الأعمال الشعرية الكاملة – منشورات نزار قباني ، طبعة بيروت . ص ص : 529 – 530

* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : مركب إسنادي تنتمي ألفاظه إلى المجال الاجتماعي ويدل على خطاب مرسل من الشاعر إلى أمه ، ويفترض أن يكون مضمونه تعبيرا عن  مشاعر الحب والشوق والحنين إلى الأم
2- بداية النص : يلقي فيها الشاعر تحية صباحية على أمه ويناديها باسم دال على التحبيب (حلوتي) ، وآخر دال على التعظيم (قديستي)
3- نهاية النص : يتساءل فيها الشاعر باستغراب موجها خطابه إلى أمه عن الكيفية التي بواسطتها صار أبا وهو لم يكبر بعد. وهو سؤال مجازي يدل على مكانة الأم التي ، بفقدها أو بالبعد عنها ، يحس المرء بالكبر وبثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
4- الصورة المرفقة : هي لوحة تشكيلية تجسد تيمة الأمومة من خلال رسم تكعيبي لأم تحمل طفلها ، وهيمنة الألوان الغامقة في الصورة يوحي بالحزن والمعاناة.
5- نوعية النص : قصيدة شعرية وجدانية من الشعر الحر ، ذات بعد اجتماعي.

* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
أعثر : أسقط وأزل
بيدر : موضع يجمع فيه القمح ليدري
طرابين : حزما صغيرة ، أغصان رطبة.
2- الفكرة المحورية :
رسالة من الشاعر إلى أمه يصف فيها حبه لأمه وحزنه لفراقها ومعاناته في دييار الغربة.

* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
أ- تحية الشاعر لأمه.
ب- تذكيره بهجرته التي أبعدته عن أمه ووطنه رغم ما يكن لهما من حب عميق.
ج- إحساسه بالوحدة والغربة والضجر دفعه إلى البحث عن بديل لأمه دون جدوى
د- تحمل الشاعر للمسؤولية قبل الأوان
2- الحقول الدلالية :
ما يدل على الطبيعة
ما يدل على المعاناة
النعناع – البيدر – عصافير – أنهر – الزعتر – أنجم… وحدي – يضجر- التعب – العالم الأصفر – أعثر - أعرى
* الخصائص الفنية :
1- الرموز : ومثالها :
- صباح بلادي الأخضر : يرمز إلى التفاؤل والخصب
- أنجم : ترمز إلى الرفعة والعلو والمكانة العالية لبلاده في نفسه
2- الانزياح : ومثاله : - عواطف الإسمنت والخشب - حضارة التعب.
3- الجناس : ومثاله لفظة : ((أعثر)) حيث استعملها الشاعر بمعنيين : معنى الإيجاد ومعنى السقوط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..