تعرض الفن في الماضي إلى العديد من الأزمات ، إلا أن هذه الأزمات لا تقارن بتلك التي فجرتها تكنولوجيا المعلومات ، على جميع جبهات منظومة الإبداع الفني ، وفي جميع مجالات الفنون دون استثناء. ولنبدأ بالموسيقى ، أرقى الفنون وأكثرها ارتباطا بتكنولوجيا المعلومات ، لنرى كم صارت ثائرة متمردة تريد أن تحطم أنساق أنغامها ، تعلن عن حاجتها إلى شحنة إيقاعية تعيد إليها حيويتها ، وإلى سلم موسيقي جديد. والسلم الموسيقي الحالي يترنح بحثا عن مقامات جديدة ، بعد أن أوشكت أنغامها أن تنضب ، أسيرة لهذا النزر القليل من مقامات موسيقى الحضارة الغربية. وفن التشكيل ، الذي ظل يزهو بانتصاره على الكاميرا ، تاركا لها مهمة تسجيل الواقع ، ليسمو هو إلى تمثله وتمثيله ، وإعادة صياغته ، ها هو التشكيل ذاته ينتظر حائرا في ترقب ، لا يدري ماذا ستفعل به تكنولوجيا المعلومات التي دانت لها الخطوط والألوان والأشكال والصور والأبعاد بصورة غير مسبوقة.وينتفض الأدب – هو الآخر- لا يدري ماذا يفعل ، بعد أن خلصته تكنولجيا المعلومات من خطية السرد الذي فرضته عليه تكنولوجيا الطباعة. أما الشعر ، فيهيم على وجهه تائها ، يبحث عن جمهوره وقد سلبه منه إعل...
مدونة اللغة العربية بالثانوي الإعدادي : تميز في عرض الدروس وشرحها