التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الموسيقية العمياء

تحليل النص الشعري ((الموسيقية العمياء))
إذا ما طاف بالأرض       شعاع الكوكب الفضّي
إذا ما أنت الرّيح       و جاش البرق بالومض
إذا ما فتّح الفجر      عيون النّرجس الغضّ
بكيت لزهرة تبكي        بدمع غير مرفضّ
زواها الدّهر لم تستعد      من الإشراق باللّمح
على جفنين ظمآنيـ      ن للأنداء و الصّبح
أمهد النّور : ما للّيـ       ل قد لفّك في جنح ؟
أضئ في خاطر الدّنيا       ووراء سناك في جرحي !
إذا ما أقبل اللّيل        و شاع الصّمت في الوادي
خذي القيثار و استوحي         شجون سحابة الغادي
و هزّي النّجم إشفاقا              لنجم غير وقّاد
لعلّ اللّحن يستدني          شعاع الرّحمة الهادي !
إذا ما سقسق العصفو      ر في اعشاشه الغنّ
و شقّ الرّوض بالألحا       ن من غصن إلى غصن
أتتك خواطري الصدّا        حة الرفّافة اللّحن
تغنيك بأشعاري        و ترعى عالم الحسن !
إذا ما ذابت الأندا       ء فوق الورق النّضر
و صب العطر في الأكما         م إبريق من التبر
دعوت عرائس الأحلا          م من عالمها السّحري
تذيب اللّحن في جفنيـ         ـك و الأشجان في صدري !
                                                                                         علي محمود طه ، ديوانه ص / ص : 175 - 180


* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : – تركيبيا : مركب وصفي يتون من كلمتين
                   - معجميا : ينتمي إلى المجال الفني الثقافي
                  - دلاليا : يدل على وضعية اجتماعية (موسيقية) ووضعية صحية (عمياء)
2- بداية النص : تبتدئ أبيات المقطع الأول بأداة الشرط (إذا) ، وتشتمل على ألفاظ تحمل معاني مناقضة للعنوان  تدل على الإبصار والرؤية والنور مثل : (الومض – البرق – الفجر…) ، ففي الوقت الذي نتوقع فيه وصفا للموسيقية العمياء نجد أن الشاعر استهل قصيدته بألفاظ تنقلنا من العمى إلى الإبصار ليعبر من خلال ذلك عن مفارقة محزنة ومؤثرة وهي : عمى الموسيقية وإبصار عناصر الطبيعة (الفجر – النرجس – الريح)
3- نهاية النص : تنسجم مع العنوان في لفظة “اللحن” التي وردت في البيت الأخير من القصيدة لأنهما ينتميان معا إلى المجال الموسيقي . كما تشير هذه النهاية إلى تمني الشاعر زوال أحزان الموسيقية العمياء
4- نوعية النص : قصيدة شعرية عمودية ذات بعد فني / ثقافي.

* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
أنت الريح : أصدرت صوتا من الألم
- جاش : تحرك واضطرب
2- الفكرة المحورية :
وصف الموسيقية العمياء والحزن عليها والتأثر لحالها

* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
المقطع 1 : بكاء الشاعر لحال الموسيقية العمياء ، ومقارنتها بعناصر الطبيعة التي تنعم بالنور الذي تفقده الموسيقية العمياء.
المقطع 2 : وصف الشاعر معاناة الموسيقية العمياء وتأثره لحالها.
المقطع 3 : دعوة الشاعر الموسيقية العمياء إلى الاستئناس بمواهبها الفنية للتخفيف من معاناتها.
المقطع 4 : تعاطف الشاعر مع الموسيقية العمياء ، وإشفاقه عليها.
المقطع 5 : الدعاء والحلم بزوال معاناة الموسيقية العمياء

2- الحقول الدلالية :
الألفاظ والعبارات الدالة على الطبيعة
الألفاظ والعبارات الدالة على المعاناة
الفجر- الزهر – الريح – البرق – الصبح – النور – سناك – الليل – سحابه – النجم – العصفور – الروض  – غصن – الورق النضر - بكيت – الدمع – إشفاقا – لم تسعد – زواها الدهر – أشجان – الصمت – جرحي – الأشجان -

* الخصائص الفنية :
1- أسلوب الشرط :  وظيفته تقريب الفعل وجوابه أي الجمع بين الفعل ورد الفعل ، ومثاله من المقطع الأول : إذا ما فتح الفجر …. بكيت…
2- أنسنة الطبيعة : أي إضفاء صفت إنسانية على الطبيعة لجعلها تتأثر لحال الموسيقية وتتعاطف معها . ومثال الأنسنة داخل النص : ( أنت الريح…. – فتح الفجر عيون النرجس الغض… )
3- الطباق : ووظيفته في النص المقارنة بين الموسيقية العمياء وعناصر الطبيعة التي تبصر وتنعم بالنور . ومثاله : النور / الليل.
4- تنويع حرف الروي : تغير حرف الروي من مقطع لآخر يدل على تغير في مشاعر التأثر والحزن والإشفاق على الموسيقية العمياء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..