التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الدينار المرابطي

هو العملة التي عرفت في سائر الحوليات القشتالية باسم ((المرابطي)) ( El MARVIDI) نسبة إلى دولة المرابطين التي حكمت المغرب في القرن السادس الهجري، فيما بين 462 هـ - 1070 م وعام 540 هـ - 1146 م، كل الموسوعات تتحدث عن هذا
((المرابطي)) على أنه العملة القوية التي تحكمت في أسواق العالم لفترة طويلة من الزمن، فكان بمثابة ((العملة الموحدة)) في سائر الجهات.
وهكذا نرى هذا الدينار المرابطي يقوم بدور هام في الحياة الاقتصادية لسائر بلدان حوض البحر المتوسط في العصر الوسيط.
لقدضرب المرابطون لهم دنانير من الذهب، وكان عليها إقبال كبير داخل إمبراطوريتهم وفي خارجها، وقد قلدها بعض ملوك أوربا مع احتفاظها بنفس الاسم الذي هو ((المرابطي)).
وقد قام رجال البحث بتحليل كيماوي لعدد من النقود المرابطية بالنسبة لفترة ما بين 1050م إلى سنة 1200م للتدليل على صحة ما ذهب إليه المؤرخون الاقتصاديون من أن ذهب المغرب قام بدور بارز في الحياة الاقتصادية لبلدان حوض البحر المتوسط في القرون الوسطى.
وقد أثبتت هذه الدراسة الدور الكبير الذي قام به المرابطون في توزيع الذهب المغربي في منطقة البحر المتوسط حيث كان لتجارتهم نشاط كبير ونفوذ ملحوظ، كما حظيت عملتهم بسمعة كبيرة في الأوساط التجارية الدولية.
لقد استعمل الدينارالمرابطي كوحدة نقدية في سائر أوربا المسيحية، وهكذا نرى أنى كونط دو بروفانس يعد عام 1162م الإمبراطور بأنه سيدفع له مبلغ إثني عشر ألف دينار مرابطي.
وقد جرى تداول الدنانير المرابطية في أوربا الغربيةحيث عثر على دنانيرمنها في دفائن بدير طولون وفرنو وسانت رومان. وكان التجار المغاربة الوافدو على الإسكندرية يحرصون على أن يتقاضوا أثمان سلعتهم بالعملة المرابطيةالتي كانت بالتأكيد أكثر قيمة من غيرها من العملات المتداولة في مصر آنذاك، بل إن سمعة العملة المرابطيةامتدت شرقا إلى أبعد من مصر، فثمة وثيقة صينية مؤرخة في سنة 1187م تقول: إن مولابني (MULAPNI) وهي محرفة من كلمة مرابط - هي المركز التجاري لأقطار حوض المتوسط.
وحتى عندما نقرأ عن محاولة كريستوف كولومب القيام برحلته الاستكشافية في أواخر القرن الخامس عشر صيف 1492م نجد أن ملكة قشتالة تزوده بمليون ومائة وأربعين ألف دينار من عملة ((المرابطي)) الذي كان اسمه ما يزال يجلجل في الأركان.
وهكذا نرى أن دول أوربا على ذلك العهد، ولو أنها تعتز بسيادتها الوطنية وتدافع عنها ، إلا أنها لم تجد مانعا، مع كل ذلك، من تقبل وضع كان يفرضه ازدهار اقتصادها وانتعاش ثروتها.

الإمكانات الاقتصادية والسيادة الديبلوماسية / ندوات أكاديمية المملكة المغربية فاس 11 - 14 رجب 1403هـ  25 - 28 أبريل 1983 ص 151 - 153 بتصرف.

أولا : ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان : مركب وصفي يتكون من كلمتين : الأولى منهما تنتمي إلى المجال الاقتصادي ، والثانية تنتمي إلى المجال التاريخي..أما الجمع بين الكلمتين فيكسبهما بعدا حضاريا يتمثل في كون الدينار المرابطي رمز للحضارة المغربية.
2- بداية النص : تنسجم بداية النص مع العنوان لأنها تشتمل على تعريف بالدينار المرابطي.
3- نهاية النص : في الفقرة الأخيرة من النص لم يتكرر العنوان ولكنها تشتمل على لفظتين تنتميان إلى حقله المعجمي (اقتصاد ، ثروات).
4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد حضاري

ثانيا فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :
- القشتالية : نسبة إلى قشتالة وهي من ممالك القرون الوسطى في شبه جزيرة أيبيريا.
- يجلجل : يسمع له صوت عنيف . جلجل الرعد : أرعد وانفجر.
2- الفكرة المحورية :
المكانة الاقتصادية للدينار المرابطي ، وما حظي به من اهتمام في الشرق والغرب

ثالثا : تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :
أ- التعريف بالدينار المرابطي وإبراز أصله التاريخي
ب- أهمية الدينار المرابطي من الناحية الاقتصادية
ج- تداول الدينار المرابطي في العصر الوسيط وسمعته الطيبة في الشرق والغرب.

* يمكن صياغة أفكار النص في خطاطة شجرية على الشكل التالي :


2- الحقول الدلالية :
 المعجم التاريخي
 المعجم الاقتصادي

القشتالية - المرابطي - القرن السادس الهجري - العصر الوسيط - المؤرخون - القرون الوسطى - القرن الخامس -

 العملة - أسواق - دنانير - الذهب - النقود - الاقتصاديون - الحياة الاقتصادية - تجارتهم - الأوساط لتجارية - وحدة نقدية - سلعهم - أثمان - المركز التجاري - اقتصاد - ثروات
* الدلالة : هيمنة الألفاظ والعبارات الدالة على المجال الاقتصادية تدل على المكانة الاقتصادية العظيمة التي حظي بها الدينار المرابطي.

رابعا : التركب والتقويم :

حظي الدينار المرابطي بمكانة اقتصادية متميزة في العصر الوسيط لدى سائر الأوساط التجارية الدولية ، حيث استعمل على نطاق واسع في الشرق والغرب وتم تداوله في مختلف الأنشطة التجارية.
يتضمن النص قيمة حضارية تتمثل في الدور الذي ساهم به الدينار المرابطي في إشعاع الحضارة المغربية وإبراز مكانتها الاقتصادية والحضارية في العصر الوسيط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..