التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلوك مدني

       نهض من نومه ، وغسل وجهه من آثار النعاس.. وصلى لله حمدا وشكرا.. وبادل زوجته أحلى الكلمات ، و داعب أطفاله أجمل مداعبة . ارتدى معطفه الأبيض ، ثم استقل
تحليل النص القرائي سلوك مدني
سيارته ليذهب إلى عمله.. بعد أن أدار محرك السيارة تأكد من أن سيارته في حالة جيدة.. خرج جاره ليذهب إلى عمله فبادله تحية الصباح بقلب صاف وروح طيبة.
         لقد كان يقظا وهو يقود سيارته ملتزما بقواعد المرور.. ازدحمت السيارات عند إشارات المرور..لم يغير اتجاهه…ولم يحاول صهود الرصيف.. ولم يستخدم البوق المزعج عندما تلكأت السيارة التي أمامه.
        وصل إلى عمله محييا زملاءه بابتسامة صادقة..دخل مكتبه ، وبدأ المواطنون بالدخول.. كان يضع على جدار المكتب عبارة تقول : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ، وكان ملتزما تجاه نفسه بهذا المبدأ..
        دخل عليه مواطن يطلب خدمة تستوجب وقتا لإنجازها.. قام بنفسه ، وبحث عن الأوراق الخاصة بالمعاملة ، وأرشد صاحبها إلى مكتب الزميل الذي عليه تكملة المعاملة.
        جاء شخص مندفعا بكبرياء.. وشموخ.. وتعالٍ ، ورمى بالورقة أمامه مخاطبا إياه بإنجازها بسرعة.. ابتسم صاحبنا.. وترجى الرجل بالجلوس.. لكنه أبى .. وبما أن إنجاز المعاملة يحتاج إلى وقت ليس بالقصير.. فقد شرح صاحبنا للشخص طريقة إنجازها ، لكن الشخص رفض وأصر على موقفه.. ثم أدخل يده في جيبه ، وأخرج مجموعة من الأوراق النقدية ، ودس بها بين الملفات الموجودة أمام صاحبنا.. ابتسم صاحبنا ورد الورقات إلى صاحبها مبينا أنه يتسلم راتبا من الدولة لقاء خدمته.. زاد غضب الشخص ، وهدد بأن يشكو لمديره أنه تعمد تأخير المعاملة.. ابتسم صاحبنا وردد عبارته بأن المعاملة تحتاج إلى وقت.. وأن كثيرين من الناس يودون الدخول إليه.. ألقى الشخص عبارات غير لائقة ، وسحب ورقته ، وهرول خارجا ليذهب إلى المدير.
        دخل الفراش بالجرائد اليومية.. شكره.. ونحاها أسفل المكتب ليقرأها بالمنزل.
       انتهى وقت الدوام.. وخرج من مكتبه.. وعلى سلم المبنى تقابل مع أحد الموظفين الذي حاول أن يستميله في حديث عن زميل آخر. لكنه اعتذر بعدم معرفته بالموضوع ، ونزل درجات السلم..قابل مجموعة من الموظفين عند باب الخروج.. فتحدث إليهم بكل احترام ورزانة..نزل المدير فإذا بالموظفين يتوددون إليه بكلمات منمقة..لكن صاحبنا حياه باحترام وتنحى بكل قوة وثبات.
        عند تقاطع الشارع كانت هناك سيارة مستعجلة فأعطاها إشارة المرور..وصل إلى الإشارة الضوئية وكانت صفراء.. خفف من سرعته ، ووقف حتى صارت الشارة خضراء فواصل السير.
        وصل إلى منزله.. وترك كل هموم العمل ، واستمع إلى نشرة الأخبار.. وقرأ جرائد اليوم ، وتناول الغداء.. وفي المساء صاحب عائلته في جولة ، وبدأ بالحديث اللطيف مع أسرته ، وشاهد برامج التلفزيون إنه رجل المدينة الفاضلة!!!
أحمد عبد الملك . بذور الصحراء . دار قطري بن الفجاءة . الدوحة . 1984 ، ص : 130 (بتصرف) 

* بطاقة التعريف بالكاتب :


مراحل من حياته :
أعماله :
- ولد بالدوحة سنة 1951
- حائز على درجة الدكتوراه في الصحافة والإعلام من جامعة ويلز ببريطانيا.
- عمل سابقا رئيس تحرير لجريدة “الشرق” القطرية
- عمل أيضا مذيع ومنتجا بتلفزيون قطر
- يكتب في الصحف القطرية والخليجية وفي مجلات متخصصة.
- شارك في العديد من المؤتمرات والندوات ، وحصل على العديد من شهادات التقدير
* من الأعمال المهنية :
- المذيع التلفزيوني : مبادئ ومواصفات
- نشرة الأخبار التلفزيونية.. الجانب الآخر
- كيف تكون مذيعا ناجحا
* من أعماله الأدبية والإبداعية :
- الغرفة 405 (قصص قصيرة)
- أوراق نسائية (قصص قصيرة)
- أحضان المنافي (رواية)
- بلا ديبلوماسية (قضايا اجتماعية)

* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان :
- تركيبيا : يتكون العنوان من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا وصفيا
- معجميا : ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي (لأهمية السلوك المدني في المجتمع)
- دلاليا : يوحي العنوان بتصرف حضاري وإيجابي..وهو في مقابل السلوك الهمجي أو المتخلف
2- الصورة المرفقة :
      تنسجم الصورة المرفقة مع عنوان النص ، فهي تجسد سلوكا مدنيا ممثلا في احترام قانون السير من طرف السائقين والراجلين.
3- بداية ونهاية النص :
       يبتدئ النص بمؤشر زمني (الصباح) وينتهي بمؤشر زمني آخر (المساء) مما يدل على أن السلوكات المدنية المتحدث عنها في هذا النص تغطي فترة يوم كامل.
4- نوعية النص :
نص سردي ذو بعد اجتماعي
 * فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
- تلكأت : أبطأت في السير
- منمقة : مزينة ومزخرفة
- دس : دس الشيء : أخفاه
2- الحدث الرئسي :
إبراز السارد نماذج من السلوكات المدنية من خلال التصرفات الحضارية لبطل القصة.
 * تحليل النص :
1- أحداث النص :
** يعبر كل حدث من أحداث النص عن سلوك مدني لبطل القصة في علاقته بأسرته أو بالشارع أو بالمواطنين أو بزملاء العمل..والجدول التالي يوضح هذه السلوكات :
السلوك المدني لبطل القصة يتجلى في :
علاقته بأسرته :
علاقته بالشارع أو الطريق :
علاقته بالمواطنين :
علاقته بزملاء العمل :
هو محب لأسرته ، لطيف معها ، عارفا بواجباته تجاهها. ملتزم بقواعد المرور محترم للمواطنين على اختلاف أصنافهم – مخلص في عمله - لا يغتاب أحدا وغير متملق لأحد
2- شخصيات النص :
- بطل القصة : وهو نموذج للإنسان المتحضر العارف بحقوقه وواجباته
- الشخص المندفع بكبرياء : يمثل نموذجا لسلوك غير متحضر ، وإنسان انتهازي يبحث عن مصلحته الخاصة.
- شخصيات أخرى ثانوية : الزوجة – الأطفال – المواطنون – زملاء العمل…
3- الزمان والمكان في القصة :
- الزمن : يتميز الزمن في القصة بكونه زمن يغطي فترة يوم كامل من الصباح إلى المساء ، وذلك للتعبير على أن السلوك المدني لهذا الشخص ملازم له طيلة يومه.
- المكان : تتنوع الأمكنة التي وقعت فيها أحداث القصة ( البيت – الشارع – مكان العمل – ) للإشارة إلى مواضبة هذا الشخص على سلوكه المدني في مختلف الأمكنة.

 * التركيب والتقويم :
       السلوك المدني هو النموذج المثالي لما يجب أن تكون عليه تصرفات الأفراد وأخلاقهم داخل مجتمعهم . والنص المدروس يجسد نموذجا لهذا السلوك المتحضر من خلال رجل محب لأسرته  اتخذ التصرف الإيجابي شعارا في حياته سواء في علاقته مع أهل بيته أو في الشارع أو مع المواطنين أو مع زملائه في العمل..
*** من القيم التي يحملها النص :
- قيمة أخلاقية : تتجلى في ضرورة التخلق بالأخلاق الفاضلة في معاملة الآخرين وتجنب التصرفات السلبية
- قيمة اجتماعية : يعرض النص نماذج من فئات المجتمع وما تتميز به من صفات إيجابية أو سلبية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..