التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الماء و الصحة

تحليل النص القرائي الماء والصحة

        الماء عنصر أساسي لكل كائن حي ، يحفظ حياة الانسان والحيوان و النبات ، ويستخدم  لأغراض منزلية وفلاحية وصناعية وترفيهية ، فلا حياة بدون ماء ، فالإنسان مثلا يستطيع أن يصوم عن الطعام خمسة أسابيع أو أكثر ، ومع ذلك يبقى على قيد الحياة ، ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون ماء أكثر من بضعة أيام.
        إن الحصول على الماء النقي والمحافظة عليه ليست عملية سهلة ، فالماء عندما يتدفق من مصادره يكون نقيا ، خاليا من الجراثيم و المواد الضارة ،  ولكنه أثناء عبوره الوديان و المسالك و المزارع و القنوات بعيدا عن مصدره ، يتعرض للثلوث ، لذا  يتطلب المعالجة  قبل استهلاكه عبر عمليات التصفية والتنقية والتعقيم. 
     فبفضل التقدم العلمي ، استطاع الإنسان أن يعالج الماء ، ويجعله نقيا وصالحا للشرب ، والإنسان نفسه ساهم في تلويثه . والواقع أن معظم السكان في البلدان لا زالوا يعانون من مشكلة الماء سواء من حيث الكم أو الكيف.  
     لقد بدأ الإنسان يدرك خطورة المياه الملوثة ، ودورها في نشر الأمراض المعدية ، بسبب ما تحمله من جراثيم ومواد ضارة تهدد صحته وصحة الآخرين. وفي هذا الإطار أشار المدير التنفيدي لمنظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونسيف) في تقرير له عن وضع الأطفال في العالم ، إلى أن ثلاثة أرباع الأمراض في العالمي النامي كله لها علاقة بشكل أو بآخر بنقص الماء النقي و أسباب النظافة ، ذلك أن الماء يعتبر من أكثر الأوساط القابلة لنمو الجراثيم وتكاثرها ، لأن الماء أساسي كذلك بالنسبة لهذه الكائنات ، وخاصة إذا ترك لمدة طويلة معرضا للهواء ، فالأمراض التي تنتقل إلى الإنسان بواسطة المياه ، تتم عن طريق الشرب أو عن طريق استهلاك المياه الملوثة التي تم استخدامها لأغراض منزلية أو زراعية أو صناعية ، بكيفية غير سليمة.    
     وهكذا فإن شرب المياه الملوثة ، أو غسل الخضار والفواكه بتلك المياه ، يسبب الإصابة بأمراض الإسهالات التي تعرض عددا كبيرا من الأشخاص إلى الوفاة ، وخاصة الأطفال الصغار ، وكذلك الإصابة بمرض التفويد والكوليرا وشلل الأطفال والديدان المعوية. كما أن السباحة أو التواجد بالمياه الملوثة يسبب الإصابة بمرض “البلهارسيا” أو مرض “الملاريا” عن طريق الحشرات الحاملة للمرض التي تتناسل في الماء وتلدغ الإنسان أو الحيوان.  
      إن تصحيح التعامل مع البيئة وتطوير الخدمات الصحية الأساسية يساعدان كلاهما على تأمين المياه النقية للشرب ، وتحسين أسباب النظافة الشخصية والعامة ، وبالتالي فالعاملان كلاهما يساهمان في القضاء على تلك الأمراض.     
    وختاما فإنه يخطئ من يظن أن المحافظة على الماء خاصة ، والعناية بالبيئة عامة هو عمل من صميم اختصاص المسؤولين والأجهزة الإدارية فقط. بل هي أيضا مسؤولية كل مواطن ، فبدون تظافر الجهود جميعها ، يتعصي إيجاد حل ناجع لهذه المعضلة ، مهما كانت الجهود الرسمية في هذا المجال ، ذلك أن اليد الواحدة لا تصفق.  
     فالحذر ، الحذر من تلويث الماء ، وليكن شعارنا جميعا : لا ، لا لتبذير المياه.

عن “الدليل المرجعي العلمي في التربية الغذائية والصحية” ص : 261 - 1991م


أولا : ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان :
- تركيبيا : يتكون عنوان النص من ثلاث كلمات تكون في ما بينهما مركبا عطفيا
- معجميا : ينتمي العنوان إلى المجال السكاني / البيئي
- دلاليا : يدل العنوان على علاقة بين الماء والصحة ، فالماء ضروري في حياة الإنسان ، ووقايته من الملوثات هو في حد ذاته وقاية لصحة الإنسان
2- بداية النص : تشير إلى أهمية الماء في حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية الأخرى
3- نهاية النص : تتضمن تحذيرا من تبذير المياه ، و دعوة إلى المحافظة عليها.
* الفرضية : إذا جمعنا بين ملاحظاتنا في العنوان وبدايته ونهايته ، يمكننا أن نصوغ فرضية حول مضمونه ، وعليه يمكن القول بأن النص سيتحدث عن دور الماء وأهميته في حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية ، وبالتالي وجب الحفاظ عليه من التلويث والتبذير.
4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد سكاني / بيئي

ثانيا : فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :
- يتدفق : من تدفق يتدفق تدفقا : انسكب وسال بوفرة
- الكم والكيف : الحجم والنوعية ، أي وفرة الماء وصلاحيته
- حل ناجع : حل فعال وناجح ومفيد

2- الفكرة المحورية :
حاجة الكائنات الحية إلى الماء الصالح والصحي تستدعي من الإنسان الحفاظ عليه وحمايته من التلوث.

ثالثا : تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :
أ- أهمية الماء في حياة الكائنات الحية.
ب- يشكو معظم سكان العالم من ندرة الماء وجودته رغم الإمكانيات التي أتاحها التقدم العلمي في ميدان معالجة المياه الملوثة.
ج- خطورة المياه الملوثة والأمراض الناتجة عنها.
د- الدعوة إلى الحفاظ على الماء ، واقتراح مجموعة من الحلول لهذا الغرض.
2- المحاور الرئيسية في النص :
الأسباب النتائج الحلول
- تعرض الماء للتلوث
- شرب المياه الملوثة
- استخدامها لأغراض منزلية أو زراعية أو صناعية بكيفية غير سليمة.
- السباحة او التواجد بالمياه الملوثة

- انتشار الأمراض
- الوفاة وخاصة في صفوف الأطفال
- معالجة الماء قبل استهلاكه
- تصحيح التعامل مع البيئة
- تطوير الخدمات الصحية
- تأمين المياه النقية للشرب
- تحسين أسباب النظافة الشخصية
- الوعي الجماعي بضرورة الحفاظ على الماء
3- الحقول الدلالية :
 الألفاظ والعبارات الدالة على الماء
 الألفاظ والعبارات الدالة على الصحة
 - الماء- يتدفق – الوديان – المعالجة – التصفية والتنقية والتعقيم – صالحا للشرب – المياه – غسل – السباحة -  تهدد صحته وصحة الآخرين – الأمراض – أسباب النظافة – الخدمات الصحية – النظافة الشخصية والعامة.
* الدلالة : تكافؤ ألفاظ وعبارات الحقلين يدل على علاقة التكامل والارتباط والتأثير بين الماء والصحة ، فبدون الماء لا يمكن للإنسان أن ينعم بصحته ، كما أن تلوث الماء يؤثر سلبا على صحة الإنسان.

رابعا : التركيب والتقويم :

        يتحدث النص عن أهمية الماء في حياة الإنسان وحياة جميع الكائنات الحية ، غير أنه يتعرض للتلوث فيتحول إلى مصدر للكثير من الجراثيم التي تؤدي صحة الإنسان وتتسبب في وفاته ، لهذا صار من الضروري أن تبذل الجهود من أجل حماية الماء من التلوث عبر نشر الوعي البيئي ، وتصحيح تعامل الإنسان مع بيئته ، مما يضمن الحفاظ على الماء من التلوث وبالتالي الحفاظ على صحته وصحة الآخرين.
       وعليه ، فالنص يتضمن قيمة توجيهية تتمثل في توعية الناس بخطورة المياه الملوثة ، ودعوته إلى تجنب تبذير المياه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج من إنشاءات التلاميذ في مهارة كتابة اليوميات

نص الموضوع : اكتب يومية تتحدث فيها عن أفضل يوم أو أسوأ يوم مر معك خلال العطلة الصيفية الأخيرة مطبقا ما درسته في مهارة كتابة اليوميات. --------------------------------- نموذج من إنجاز التلميذة : سلمى أصياد  - الثالثة : 4 السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 1435هـ / 2014م في صباح هذا اليوم كانت الساعة العاشرة صبحا، استدعينا أنا وأمي لمؤسستي لاستلام جائزة تفوقي. كنت سعيدة جدا، عندما دخلنا المؤسسة قادنا الحارس العام إلى قاعة الأساتذة، وجدناها ممتلئة بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأطر المؤسسة. بعد نصف ساعة نودي علي فاستلمت الجائزة والتقطت صورا للذكرى. رجعنا إلى المنزل وفي الطريق كنت أحدث نفسي بأن الله لا يضيع من عمل بصدق نية. في المساء في مساء ذلك اليوم كنا قد أعددنا فطورا جماعيا في الفرع الكشفي الذي أنتمي إليه. ذهبت على الساعة الرابعة للمساعدة في التحضيرات، كان عملا متعبا، وقلت في نفسي ياليتني لم أحضر حتى موعد الأذان ، فقد كنت متعبة جدا ولكن فرحة أيضا ، فقد تخلل التحضيرات نوبات من الضحك والمزاح. لكن لم يذهب تعبنا سدى، فقد فوجئ القادة بطريقة تزييننا للقاعة. قبيل الأذان بقليل اجتمعنا لسماع القر

مهارة كتابة سيرة ذاتية أوغيرية (التصحيح)

- الثانوية الإعدادية : …………………...     - الموسم الدراسي : 2011 / 2012 - مادة اللغة العربية                                   - مكون التعبير والإنشاء ( أنشطة الإنتاج ) - اسم التلميذ : - القسم : - الرقم الترتيبي : التخيل والإبداع : التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية            نص الموضوع :            يقيم كل واحد منا عبر مراحل من حياته علاقة صداقة مع أصدقاء له يشاطرونه أفراحه وأتراحه ، ويشيعون في وجدانه الإحساس بدفء الروابط الإنسانية.            اكتب مرحلة من سيرتك الذاتية تسرد فيها طبيعة العلاقة التي ربطتك ببعض أصدقائك. نموذج مقترح :               من إنجاز التلميذة : وصال خراز                               الثالثة : 1        في صغري ، كل ما أتذكره أني كنت أصادق العديد من الصبيان ، إذ أنني لا أتفق مع البنات . كان لي عدة أصدقاء ، وجميعهم أولاد باستثناء واحدة كان اسمها “سكينة” .. كنا لا نفترق ، تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة ، نسبح في بحر من الأحلام ، وجل كلامنا كان عن أحلامنا ومتمنياتنا للكبر..        كان كل ما نطلبه أن

نموذج لسيرة ذاتية حول المعاناة مع المرض

      نص الموضوع :     ألم بك في يوم من الأيام ، مرض عانيت منه لمدة ما. اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية. --------------------------------------------------------------------------------        شاءت الأقدار في أحد الأيام أن ألم بي مرض قدر لي أن أعاني منه لفترة. لا أدري ما كان ذلك المرض، لكن ما أذكره أن الحمى مرفوقة بالسعال والزكام كانوا قد اتحدوا فأنهكوا قوى مناعتي ، وألزموني الفراش لأيام معدودات...        ظننت في البداية أنها مجرد نزلة برد ستحل علي ضيفا خفيفا ثم تمضي لحالها، لكن سرعان ما تجهز المرض فأحكم قبضته علي. وبذلك انطفأ نور النشاط والحيوية اللذين كانا يدبان في نفسي، وحل محلهما العياء والخمول، فكانت الساعات تمضي الواحدة تلو الأخرى فلا تجدني إلا في نفس الحال نائمة أو مستلقية على فراشي الذي كنت قليلا ما أفارقه.        لا زلت أذكر صورة علبة الدواء المكعبة الشكل التي تعددت ألوانها وحسن مظهرها، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة توهم العين بلذة الطعم، فما إن يستقبله اللسان حتى ينفر من مذاقه الذي يبعث على الغثيان، كان تناوله بمثابة كابوس عذاب بالنسبة إلي..